التّراث المحلّي السّوفيّ في رواية "الملحد بقيّ بن يقظان" لعبد الرّشيد هميسي
Palavras-chave:
المحلّي, السّوفيّ;, التّراث;, الملحد, الرّوايةResumo
تهدف هذه الدّراسة إلى رصد ظاهرة إبداعيّة بارزة في المشهد الرّوائي الجزائري المعاصر، ألا وهي قضيّة توظيف التّراث القومي بكل أنواعه، وقد بدا هذا الاهتمام عند عدد من الرّوائيين الجزائريين الّذين سعوا إلى صياغة الواقع المحلّي في قوالب فنيّة إبداعيّة تتسم بالحداثة والانفتاح، دون أن تفقد جذورها أو تنأى عن خصوصيتها الثّقافيّة، ومن تلك التّجارب الروائيّة اّلتي اتخذتها الدّراسة حقلًا للتّطبيق والاستقصاء، تجربة الكاتب "عبد الرّشيد هميسي" في روايته "الملحد بقيّ بن يقظان"، هذه الأخيرة الّتي أضحت كوثيقة دقيقة تصف حياة الفرد والمجتمع في الجزائر وتحديدًا بمنطقة وادي سوف الصّحراوية، حيث لا تقتصر على السّرد بل تغوص في تفاصيل الأمكنة والعادات والطّقوس اليّوميّة للسكان، وتتجاوز التّوثيق المحلّي؛ بنقل تلك التّفاصيل إلى ساحة عالمية باستخدام نظرة الآخر (الفرنسي) الّتي كسرت الصّور النّمطية عن الهامش (الصّحراء) مقارنة بالمركز، وأثارت إشكاليات جمالية (كيفية تمثيل التّراث) ووظيفية (دور الأدب في تغيير التّصورات وإبراز قيمة الهامش)، متخذة المقاربة لهذه القضايا، المنهج الوصفي التّحليلي وسيلةً ومنطلقًا، فبدأت بعرض الإطار المفاهيمي للتراث وبواعث توظيفه، بعد ذلك انتقلت إلى تبيان ملامح هذا التّراث وأبعاده المتعددة في نسيج الرّواية المختارة "الملحد بقيّ بن يقظان"، وكيفية حياكته في بنائها الفني والموضوعاتي، ليكون حصاد البحث هو أن وعي الرّوائي بأهمية توظيف ألسنة الواقع المحلّي ( السّوفي ) لم يكن مجرد زخرفة إثنوغرافية أو سردًا فولكلوريًا، بل كان مقصودًا لتحقيق أهداف عميقة، يأتي في طليعتها التّعريف بالمنطقة وإبراز هويتها الفريدة، وسعيًا حثيثًا لمحو تلك الصّورة الدّونية الّتي لصقت بها سواء داخل النطاق الوطني أو العالمي باستحضار الآخر(الفرنسي) بطلا للرواية، كأداة لاكتشاف أسرارها التي كان لها الفضل في إيمانه بعد إلحاده ردحًا من الزّمن، مضيفة بذلك بُعدًا وجوديًا وإنسانيًّا لمسألة توظيف التّراث.