الممارسة النّصيّة في كتاب التّحرير والتّنوير للطّاهر بن عاشور (ت1394ه )

Résumé

تكشف هذه الدراسة الموسومة بـالممارسة النّصيّة في كتب التفاسير: قراءة في كتاب التّحرير والتّنوير للطّاهر بن عاشور (ت 1394هـ) عن الملامح النصيّة البارزة في تفسير الطّاهر بن عاشور، من خلال مقاربة تحليلية لكتابه "التّحرير والتّنوير" في ضوء علم نحو النص القرآني. وتهدف الدراسة إلى الكشف عن الآليات النصيّة الإجرائيّة التي استند إليها المفسّر في بناء تفسيره، بما يبرز تماسك النص القرآني وانسجام معانيه واتّساق مبانيه، وهو ما يعكس فهما عميقًا للمكوّنات النصيّة والمعايير التداولية التي تشكّل لبّ الدراسات اللسانية الحديثة. وقد انطلقت الدراسة من الإشكالية الآتية:  ما الآليات النصيّة التي انتهجها ابن عاشور في تفسيره لبيان التماسك النصي للقرآن الكريم؟ وكيف ساهم من خلالها في إثراء الحقل المعرفي لنحو النص؟ وللإجابة عن ذلك، اعتمدنا المنهج الوصفي التحليلي باعتباره الأنسب لمثل هذه المقاربات النصيّة التي تتطلّب الوقوف عند المصطلحات والمفاهيم، ثم تحليلها في ضوء البنية الخطابية للنص القرآني. وقد كشفت النتائج عن وعي ابن عاشور العميق بمفاهيم التماسك والاتّساق، واستيعابه للروابط النصيّة والسياقية والبلاغية التي تسهم في خلق الانسجام المعنوي بين أجزاء النص القرآني، كما أظهرت الدراسة أنّ الكثير من هذه المفاهيم، وإن اتخذت صيغًا حديثة في الدرس الغربي، فإنّ جذورها ضاربة في التراث اللغوي والبلاغي العربي، وهو ما يؤكّد أسبقية الدرس العربي في تناول الظواهر النصية بشكل متكامل وواعٍ.