بنيات الهابيتوس وتمثلاته في الرواية الكولونيالية - "صيف إفريقي" لمحمد ديب أنموذجا
Mots-clés :
: الهابيتوس, الثابت, المتحول, الثقافة, الاستعمارRésumé
تسعى ورقتنا البحثية إلى توضيح مفهوم الهابيتوس( (Habitus واستكشاف بنيته وتجلياته ضمن الخطاب الروائي الكولونيالي، من خلال تحليل تمثلاته بوصفها فضاءً للتوتر بين الثابت والمتغير كمنظومتين قيمتين متعارضتين؛ يتمثل الثابت في سلطة الموروث الثقافي والعرفي الذي ينتج أنماطا سلوكية متجذّرة في الذاكرة الجماعية، بينما ينبثق المتغير من متطلبات المرحلة الثورية التي فرضت تحولات عميقه في الوعي الفردي والجمعي، وتُعزى هذه التوترات إلى حضور منظومة ثقافية دخيلة فرضها الاستعمار، بما حملته من قيم وأعراف تسعى إلى إعاده تشكيل الهابيتوس المحلي وفق منطق الهيمنة والضبط في محاولة لإعادة إنتاج الذات وفق النموذج الكولونيالي. وللكشف عن هذه البنيات والتمثلات اعتمدنا المقاربة الأنثروبولوجية بوصفها أداة منهجية قادره على تفكيك الرموز الثقافية والسلوكيات الاجتماعية في النّص السّردي، وهي مقاربه أفضت إلى طرح تساؤل جوهري يتمثل في: كيف يمكن للثورة أن تعيد تشكيل الهوية الفردية والجمعية من خلال التفاعل المعقّد بين الثوابت القيمية والتحدّيات الجديدة في بيئة متغيرة؟، وقد وقع اختيارنا على قصة قصيرة من مجموعة صيف إفريقيا للكاتب الجزائري محمد ديب، نظرا لما تحمله من تمثيلات دقيقة لصراع الهويات، وتفكك البنى الرمزية في ظلّ الاستعمار، وقد اندرج هذا ضمن تساؤلنا المحوري: وهو كيف تسهم بنية الهابيتوس في إنتاج التوتر بين الموروث الثّقافي المحلي والقيم الاستعمارية الوافدة؟ وما مدى قدرة الفعل الثوري على إعادة تشكيل هذا الهابيتوس وهندسة الهوية ضمن السّياق ما بعد الكولونيالي؟
وبناء عليه نوصي بتكثيف الدراسات متعدّدة التّخصصات حول أثر البنى العرفية والثقافية في إنتاج الهوية، وإعادة تشكيل أنماط السلوك، خصوصا في المجتمعات ما بعد الكولونياليه التي تعيش صراعاً دائما بين الإرث المحلي والتأثيرات الأيديولوجية الوافدة.