دور البيئة في تشكيل المجاز قراءة عِرفانيّة
Palabras clave:
المجاز, البيئة, ; البلاغة, الإدراك, العرفانيّة.Resumen
تصبو هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة الوثيقة بين البيئة والمجاز من منظور عرفاني، وذلك من خلال فهم كيفية تَشكُّل المجاز بوصفه أحد الوسائل الأساسية في الإدراك والتعبير البشري . يحاول الباحث في ضوء ذلك إبراز حقيقة أنّ المجاز ليس مجرد تنميق لغوي، بل هو أداة معرفية مركزية نلجأ إليها لفهم العالم، وهو مبني على عمليات عقلية وحسية متداخلة تنطلق من الإحساس وتصل إلى الإدراك، مرورًا بالتجربة والذاكرة والتخيّل . تنطلق الدراسة من فرضية مفادها أن البيئة التي يعيش فيها الإنسان تُؤثّر بشكل مباشر في بناء صوره المجازية وتصوراته الجمالية؛ فكل بيئة تُنتج مجازاتها الخاصة، تبعًا لتجربة الإنسان معها وندرة عناصرها وخصوصيتها الثقافية. من خلال أمثلة من الشعر العربي القديم والأدب الغربي الحديث، الهدف الرئيسي من هذه الورقة البحثية هو تسليط الضوء على كيفية إسهام التجربة البيئية في تشكيل المجازات المتداولة، مثل البكاء على الأطلال في الشعر الجاهلي أو تشبيه الزمن بالميناء في شعر لامارتين. يناقش الباحث أيضا في خذخ الدراسة التحليلية دور المجاز في تشكيل الرموز الثقافية والدينية، ويؤكد أنّ المجاز يعبّر عن العلاقة الديناميكية بين الفكر والواقع. خلصت الدراسة إلى أنّ المجاز لا يمكن فصله عن السياق البيئي والثقافي الذي يتشكل فيه، وأنّ المجتمعات لا تختلف في قدراتها الإدراكية بقدر ما تختلف في بيئاتها وتاريخها الرمزي. لذلك، فإن فهم المجاز لا يكتمل إلا بفهم البيئة التي أنتجته، وهذا ما يجعل من التحليل العرفاني وسيلة فعالة للكشف عن آليات التفكير المجازي داخل مختلف الثقافات.