مرتكزات جماليّات الوصف في قصيدة (وصف البرق والمطر) لعبيد بن الأبرص - من الصّورة الحسيّة إلى وهج الخيال الشعري

الملخص

يًعدّ شعر ما قبل الإسلام مسرحًا مصوّرًا، ومشهدًا شاخصًا، تتفاعل فيه مشاهد الطّبيعة الصّحراويّة القاسية مع قريحة الشّاعر؛ لترسم صورًا شعريّةً متلاحمةً، ومعروضةً بطريقة التّصوير الفنيّ، صورًا تحمل قيّمًا تعبيريّةً، ومقوّمات جماليّة ترتقي بالقصيدة العربيّة الجاهليّة إلى مستوى النّضج والفصاحة والبيان. ولمعرفة المؤشّرات الإنجازيّة والمرتكزات الجماليّة لغرض الوصف في شعر ما قبل الإسلام، اختارت هذه الدّراسة التّطبيقيّة قصيدة عَبيد بن الأبرص في (وصف البرق والمطر) نموذجًا لرصد هذه المؤشرات وتجليّاتها في الصّورة الشّعريّة، من خلال تضافر الصّورتين السّمعية والبصريّة، للكشف عن بعض السّمات الجماليّة للوصف الّتي تتحقّق في الخطاب الشّعري من خلال سماته الفنيّة.  ومن هذا المنطلق، جاء موضوع دراستنا الموسوم بـ (مرتكزات جماليّات الوصف في قصيدة (وصف البرق والمطر) لعبيد بن الأبرص- من الصّورة الحسيّة إلى وهجِ الخيال الشِّعريّ-) ليجيب عن التّساؤلات الآتية:

   - هل الوصف في القصيدة الجاهليّة مُجرَّد تصويرٍ فوتوغرافيٍّ ونقلٍ حسّيٍ للواقع؟ أو هو وصفٌ وجدانيٌّ مرتبطٌ بذاتيَّة الشّاعر؟

   -  أين تكمن براعةُ الوصفِ في قصيدة عبيد في براعة التّشبيه أم في قوّة المجاز؟

   - كيف تمكَّن الشّاعر عبيد بن الأبرص من تحويلِ صُورتِه الشِّعريَّة الحسيَّة إلى مشاهد خياليّة مُتوهِّجة من لمعانِ البرقِ ورعدِ الرّعد؟

   - ما مدى تأثير الإيقاع الموسيقيِّ بنوعَيْه؛ الدّاخليِّ والخارجيِّ في إبرازِ جماليَّة الوصفِ في قصيدة عبيد بن الأبرص؟

ويروم هذا البحث استنطاقَ تحوّلات الصّورة الشّعريّة لوصفيّة عبيد بن الأبرص من صورة حسيّة إلى صورة  متخيّلة، بل متوهِّجة بالخيال الشِّعريّ؛ وذلك لما تَمتلكُه من القيم التّعبيريّة، والدّلالات الفنيّة، والمؤشِّرات الإنجازيّة، ما يُؤهِّلُها لتكون تربةً خصبةً؛ لبيان جماليّات الصّورة الشّعريّة في الشّعر الجاهليّ، وفق مقاربةٍ تأويليّةٍ قِوامُها الوصفُ والتّحليلُ، انطلاقًا من ربطِ العناصرِ اللّغويّة المُشكِّلة للمدوّنة بأبعادها الدّلاليّة وكذا التّداوليّة، وعلاقتِها بنفسيَّة الشّاعر، ومدى تأثيرها في نفسيَّة المتلقي.