دراسة ملفوظية لإشاريات تائية أبي إسحاق الإلبيري
الكلمات المفتاحية:
الإشاريات، الملفوظية، المرجع، الضمائر;، الخطابالملخص
نقدم من خلال هذه الورقة البحثية دراسة لسانية ملفوظية لتائية أبي إسحاق الالبيري المتوفى سنة 460هجرية، وقد نظمها قبل وفاته أي في القرن الخامس للهجرة، واشتهرت هذه القصيدة أيضًا بمنظومة الإلبيري، وهي منظومة شعرية في الحث على طلب العلم و التحلّي بالأخلاق الحسنة، نكشف فيها عن وجهة نظر مختلفة لما سبق لها من شروح عديدة على مرّ العصور لاستكناه المعاني الممتدة التي تضمّنها هذا النص، فنظرا لقيمة هذه المنظومة فقد كان العلماء يُلزِمون طلبة العلم بحفظها بعد شرحها لهم، وقد نتجت دراستنا هذه عن تطبيق آليات لسانية حديثة في قراءة نص تراثي يحمل إرثا فكريا ثقافيا إسلاميا مهما، مزال يستدعي اهتمام الباحثين، ونهجنا في هذه الدراسة تطبيق آليات اللسانية الملفوظية، للبحث عن المعنى الذي يتماهى بين العناصر الثلاثة "أنا، الآن، هنا" باعتبارها العناصر المكوّنة لنظرية التلفظ، وباعتبار القصيدة نسيجا شكّل تبادلا فعليا مستمرا بين قطبي التواصل: أنا وأنت. فمن أهم النتائج التي وقفنا عليها هي استعمال الشاعر لضمائر الحضور بشكل ملفت للانتباه "أنا، أنت". فورد ضمير الحضور المفرد "أنا" في القصيدة منفصلا ومتصلا ومستترا ومندمجا في الخطاب، ومرجع هذا الضمير على طول القصيدة هو الشاعر. أما ضمير الحضور المخاطب "أنت" في القصيدة فقد ورد منفصلا ومتصلا، وتعدد المرجع ليكون مرة أبا بكر، ومرة الشاعر نفسه، ومرة أخرى المتلقي بصفة عامة. أما ضمائر الغائب في القصيدة فهي قليلة، وقد وردت متصلة ومنفصلة ومستترة، وتعدد مرجعها باختلاف السياق، وقد احتوت القصيدة على قرائن زمانية حيادية، وهذا ليكوْن الدعوة للعلم والصلاح رسالة للإنسان في أي زمان. وغابت القرائن المكانية؛ لأن مقصديّة الشاعر هي الوعظ والنصح والإرشاد لبني الانسان بصفة عامة، كما كشفت المقاربة الملفوظية لإشاريات الخطاب في تائية الإلبيري، على أنّ الشاعر ركّز على هذين الضميرين"أنا/أنت" للرمزية التي يتضمناها في تبادل الإنسان لأدواره في الحياة، مهما كان زمانه ومكانه، فتارة يمثّل "الأنا" وتارة "الأنت".