الأصول العرفانية لإشكالية تأويل المتخيل الديني عند أبي حامد الغزالي
الكلمات المفتاحية:
التأويل، المتخيل، الإلهيات، التصوف، الغزاليالملخص
إن الطابع اللاعقلي لموضوع "الإلهيات" بما هو محور النص الديني في أصله النقلي؛ هو ما حرك تفكير أبا حامد الغزالي إلى رد مبدأ "التأويل" إلى قاعدة لاعقلية تخييلية، من منطلق أن "الإلهيات" تمثل جوهر المتخيل الديني. مما دفعه إلى تحويل مسار الفعل التأويلي من الإطار الكلامي والفلسفي إلى السياق الصوفي، قاصدا بذلك تحرير مدلول النص ومعناه من السياقات التأويلية التي يحكمها "ظاهر" اللفظ المستند إلى حجية الدليل العقلي لتأكيده وإثباته، لإحالته ورده إلى قاعدة "باطن" النص، واستظهاره والكشف عن دلالته عبر وساطة الإشراق الصوفي. وبهذا التجاوز المنهجي والإبستيمولوجي لإمكانية فهم وإدراك حقيقة المتخيل الديني من مستوى ظاهر النص إلى عمق باطنه، تمكّن الغزالي من ربط التأويل بالتخييل في صورة جدلية محكومة بعلاقة وظيفية أحالت التخييل تأويلا والتأويل تخييلا. مؤسسا، بذلك، لفرضية أن "التخييل فعلا تأويليا في جوهره"