علم النفس والتحوّل المعرفي من الفلسفة إلى العلم
الكلمات المفتاحية:
علم النفس، المنهج، العلوم الإنسانية، الفلسفة، العلوم الطبيعية، الأسس المعرفيةالملخص
يعدّ علم النفس من العلوم الإنسانية الأساسية قطع أشواطاً هائلة ومراحل متعدّدة قبل أنْ يحقّق استقلاليته عن الفلسفة، بدءا من الفلسفة اليونانية وصولاً إلى الفلسفة الحديثة، حيث طغت التفسيرات الميتافيزيقية الفلسفية على المسائل النفسية، وهذا ما حال دون اعتبارها دراسات علمية، إلاّ أنّ هذه التصورات الفلسفية للنفس شكّلت تراكمية معرفية وإرهاصات مهّدت لنشأة علم النّفس مع منتصف القرن 19م وبداية القرن 20م، من خلال تهيُّئ الشروط الإبستيمولوجية الملائمة، بتحقُّق انفصال علم النفس عن الفلسفة، والتأسيس الفعلي له كمجال معرفي مستقل، له موضوع ومنهج خاص.
وانطلاقاً من ذلك فإنّ البحث في الأسس المعرفية التي ساهمت في نشأة علم النفس تقتضي الوقوف على مرحلتين بداية من المرحلة الفلسفية وتصوراتها حول النفس، وصولاً إلى المرحلة العلمية بإبراز التطورات الهائلة في مجال العلوم الطبيعية والرياضية وانعكاس ذلك على نشأة العلوم الإنسانية عامّة وعلم النفس بشكل خاصّ، وتكمن أهمية هذا البحث في محاولة تبيان مكانة العلوم الإنسانية والاجتماعية من خلال علم النفس ضمن المجال المعرفي العام، وعلاقة ذلك بالتنمية الاجتماعية والنفسية للإنسان.