بول ريكور" و حوار الفلسفة والتاريخ
الكلمات المفتاحية:
فلسفة التاريخ، المعرفة التاريخية، التأويل، التواصل التاريخي، بول ريكورالملخص
يقدم "ريكور" تصوره الفلسفي للتاريخ من منطلق خلفية الرفض لأي محاولة فلسفية تدعي لنفسها القدرة على القبض على معنى التاريخ وكأنه معنى جاهز منذ البداية، وهو تصور يعمل من خلاله على تحرير التاريخ من هيمنة النسق الفلسفي التقليدي، ويدعو إلى فهم التاريخ الإنساني على ضوء قراءة جديدة ومبتكرة لتاريخ الفلسفة، قراءة تتميز أولا بكونها وليدة حركة إصغاء مستمرة وعلاقة حوار شاقة وعسيرة مع مختلف النماذج التفسيرية السائدة في مجال المعرفة الإنسانية عموما، والمعرفة التاريخية خصوصا، وثانيا بما كشفته من فعالية وحيوية بفضل استيعابها للدرس الإبستمولوجي في مجال الدراسات النقدية التاريخية، سواء على مستوى الطروحات التي غلب عليها الطابع الميتودولوجي أكثر، كما هو الحال مع مدرسة الحوليات الفرنسية وما لحقها من تطوير مع أنصار موجة "التاريخ الجديد"في فرنسا، أو تلك التي استغرقت جهودها في تناول إشكالية التاريخ من الناحية الإبستمولوجية الخالصة ( مثلما هو الحال مع "ريمون آرون" و "هنري مارو" و "بول فاين"(P. Veyne) )، والتي تعد استمرارا لما عرف في ألمانيا تحديدا "بالفلسفة النقدية للتاريخ".